أين حكومة الإمارات من قائمة الإرهاب؟

اعتمد مجلس الوزراء الإماراتي بتاريخ ١٤نوفمبر ٢٠١٤م قائمة سميت بقائمة التنظيمات الإرهابية وذلك تنفيذا للقانون الاتحادي رقم ٧ لعام ٢٠١٤ بشان مكافحة الجرائم الإرهابية على إثره تصفحت الخبر عبر وكالة أنباء الإمارات،ووقعت عيني عليه فحسبت أنه قرار صادر من أمريكا صاحبة مصطلح الإرهاب أو دولة عظمى تحملت مسئوليتها في مكافحة الإرهاب العالمي أو صدر سهوا!لكني تيقنت من الخبر فأضحيت بين خيارين إما أن الإمارات تحولت فجأة إلى دولة عظمى واسعة النفوذ تكافح الإرهاب آينما وجد أو أن ساستها بلا رشد سياسي.
أي عقل هذا الذي يدير أمن وسياسة الإمارات ذلك الذي زيّن لها أن تصدر قائمة مشحونة بالمتناقضات فعلي سبيل المثال الدولة التي كان مستشار رئيسها السابق إخواني والدولة التي أصدرت قرارات بإنشاء جمعيات الإصلاح والإرشاد قبل ٣٠ عاما تكتشف بعد حين أن الأخوان جماعه إرهابية!
أي رأس تائه هذا الذي يحرك ملفات السياسه في الإمارات ذلك أن رئيس مجلس وزرائها كرّم العلامة القرضاوي رئيس هيئة علماء المسلمين وقبل رأسه والتمس منه النصح ثم بعد ١٤سنة من تلك القبلة يُضم هو وههيئته العلمية إلى قائمة الإرهاب!
لا يدري المرء من أين يقرأ تلك القائمة وشواهد خيبتها تخيم عليها،ذلك حينما يجد المرء أن “داعش”الإرهابية لا تتجاوز نسبتها ١٪ من تلك القائمة بينما ثوار الأمة وخاصة سوريا يشكلون ما نسبته ٦٢٪ من تلك القائمة! والأنظمة الإرهابية مثل بشار والسيسي يشكلون صفر٪ !
لا يود المرء أن يرفع سقف كلمات الغضب والاستهجان إزاء تلك الصحيفه الضالة مع أن المشهد يستجيب ويغري،وذلك لأن العدو الجذري آمريكا بشكل عام،وإيران بشكل خاص كانت نسبتهما صفر٪ من تلك الضالة،ولا شيئا من أجنحة إيران الإرهابية مثل الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس وذراعها المسلح حزب الله اللبناني،مع العلم أن القائمة اقتحمت الشأن الداخلي اللبناني بمنظمتين إلا حزب الله اللبناني لم تشر إليه ولا حتى حزب الله “السوري”!
ما يثير المرء هو سعي الامارات ان تحدث نقلة نوعية في مكافحة إرهاب لا دخل لها به كالذي يبيع دنياه بآخرته أو كالذي يبيع بضاعته لمصلحة عدوّه والنتيجه مزيدا من إهدار الطاقات البشرية والمالية وجلب عداء متصاعد.
من الغريب هنا أن تتغافل الإمارات عن أنها دولة ناشئة وهشة تركيبتها السكانية والاجتماعية والاقتصادية تقوم على الأجنبي،ثم يخيّل لها أنها أصبحت دولة عظمى تتبنى مشاريع عالمية تفوق قدراتها المحدودة،وهل تحسب الإمارات أن عدوها فقط الإرهاب؟لا أظن ذلك! العدو الحقيقي للنظام الإماراتي هو الظلم والاستبداد والكبر والغطرسه الذي لبسه بعض المسئولين هناك ، وهو ذات الداء الذي أسقط امتحان ابليس وفرعون وصدام والقذافي.
نسأل هنا وهناك،أليس من يساند الإرهابي في قتل أكثر من ٣٠٠٠ معتصم مصري يعدّ إرهابيا؟أليس من يساهم في دعم إرهابي بني صهيون في قصف غزة يعد إرهابيا ؟أليس من يمّول العملاء والإرهابيين أمثال حفتر للإطاحة بمشاريع الأمة التحررية يعد ارهابيا؟ أليس من يشارك مباشرة في قصف شعب يسعى لاستعادة حريته يعد إرهابيا كما حصل في ليبيا وسوريا؟أليس من يحتكر الكلمة في بلده يعد إرهابيا؟ أليس من يعتقل مواطنيه ويسحب جنسياتهم لأنهم تحرروا من عبوديته يعد إرهابيا؟ اليس من يصدر أحكام مسيسة تصل إلى ١٥ سنة سجن يعد إرهابيا؟ أليس الذي يستضيف مليشيا إرهابية ” بلاك ووتر” يعد داعما ومحتضنا للعمليات الإرهابية؟أليس من يحتكر الإعلام لتلميع فعله المشين ويكتم أفواه الحرية يعد إرهابيا ؟ مع العلم أن الإرهاب قد يكون فعلا وقولا وفكرا.
من المشاهد المذهلة في تلك القائمة أن الإمارات أشد سراسة على أبناء جلدتها من النظم الغربية ذلك لأن المنظمات الإسلامية الغربية تشكل ما نسبته ١٥٪ من القائمة في حين أنها تمارس عملها في ظل النظم الغربية دون أن تنعت يوما ما بالإرهاب بل إنها أضافت الكثير إلى الجالية الاسلامية هناك، إلا أن أجهزة الأمن في الإمارات بلغت من الفقه والعلم والسبق ما استدعاها إلى توجيه سياسات المجتمع الغربي وتعريفه بتحدياته.
سنظل نقدم النصح لمسئولي الإمارات أنه لاحاجة لكم البتة في لبس ثوب غير ثوبكم فإما أن يكون ضيقا فيخنقكم،وإما فضفاضا فيشوهه مظهركم،والحل المتزن الملازم للعقل هو الرجوع إلى شعبكم وأمتكم مستندين على العدل والفهم وحينها فقط تخرجون آنفسكم من قائمة الإرهاب ومن ذلك المستنقع ،فلا تكونوا من الذين ضلوا السبيل فقال الله سبحانه عنهم: “قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا،الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا”١٠٣-١٠٤ الكهف

أضف تعليق